يركز العديد من الآباء والأمهات اهتمامهم على درجات أبنائهم ونشاطاتهم التي تخص المنهاج الدراسي، مثل التأكد من أن أبنائهم يدرسون بانتظام، ويقومون بأداء الفروض المنزلية، وحضور التدريبات الرياضية سواءً كانت كرة القدم أو السباحة أو غيرها.
وفي خضم هذا الاهتمام ننسى أحياناً أن نبذل الوقت والجهد الكافي لتغذية عنصر آخر من عناصر نجاح الأولاد ونمائهم -عنصر لا يقل أهمية، وربما أكثر أهمية مما سبق ذكره – وهو كيفية تربية الأبناء بالطرق الصحيحة والتعامل معهم بالطريقة التي تجعل منهم شخصيات مستقلة وقوية، كما تجعلهم عنصراً صالحاً في المجتمع وعلى قدر عالٍ من الأخلاق والاحترام والرقي.
محتوى المقال
طريقة تربية الأطفال الصحيحة
الاستقامة هي القيام بالتصرف السليم حتى ولو لم يكن أحد يراقبنا.
إذن كيف نربي طفلاً صالحاً يفعل الصواب حتى لو لم يره أحد يفعل ذلك؟ وحين لا يكون هناك مكافأة؟
وفي حين أنه لا توجد طريقة محددة مضمونة لتربية الأبناء تربية سليمة، هناك بعض الطرق التي يمكن للوالدين استخدامها في التعامل مع الطفل لبناء شخصيته وتنمية مهاراته ومساعدته على النمو والترقي ليصبح شخصا ذا أخلاق عالية ويتصرف بطريقة مسؤولة.
ومن طرق تربية الأطفال تربية سليمة وكيفية التعامل معهم بطريقة صحيحة نذكر الآتي.
1. تعزيز روح التعاطف عند الأطفال
- طريقة تربية الأطفال الصحيحة تشمل تعزيز روح التعاطف عند الطفل
الذكاء العاطفي والتعاطف مع الآخرين، أو القدرة على وضع النفس في مكان شخص آخر والنظر في مشاعره وأفكاره، هي واحدة من أهم السمات الأساسية في الشخص الناجح وصاحب الأخلاق السامية.
وهي كذلك واحدة من أفضل طرق تربية الأطفال تربية سليمة وصحيحة.
وقد أظهرت الدراسات أن وجود نسبة تعاطف عالية لدى الشخص، أي القدرة على فهم مشاعره الخاصة ومشاعر الآخرين، هو عنصر مهم للنجاح في الحياة بشكل عام، والنجاح المهني بشكل خاص.
الذكاء العاطفي والتعاطف ضروريان أيضاً في تعليم الطفل كيفية بناء العلاقات الجيدة في محيطه ومجتمعه.
وتشير الأبحاث إلى أن العلاقات المتينة مع الآخرين تجعل الطفل أفضل في التعامل، وأيضاً قادرة على جعل الطفل أكثر سعادة على المدى البعيد.
ويمكن للأبوين تشجيع الطفل على ذلك وتعزيز روح التعاطف لديه من خلال الاستماع إلى مشاكله ومحاولة احتوائه وإظهار التعاطف معه.
وأيضا في حالة حدوث شجار بينه وبين أحد أصدقائه، على الآباء محاولة جعل الطفل يفهم شعور صديقه و يستدرك موقفه، بدلاً من تبادل الاتهامات. هذه هي طريقة تربية الأطفال الصحيحة.
سيعجبك أيضاً: كيفية اختيار معجون الأسنان المناسب للأطفال
2. زرع حب التطوع لديهم
سواء كان طفلك يساعد جاراً مسناً، أو يساعدك في أعمال المنزل، أو تشاركينه معك في الأعمال التطوعية حتى البسيطه منها، فإن العمل التطوعي يمكن أن يصوغ شخصية طفلك ويحسن من أخلاقه ويجعله شخصاً ناجحاً وصالحاً في المستقبل.
عندما يساعد الأطفال الآخرين، فإنهم يتعلمون كيف يفكرون في احتياجات من هم أقل حظاً منهم، وبوسعهم أن يشعروا بالفخر لأنفسهم لأنهم أحدثوا فرقاً في حياة الآخرين.
أيضاً ذلك يمكّن الطفل من تقدير نفسه بالطريقة الصحيحة، والشعور بالرضا والقناعة والامتنان على النعم التي تحيطه من كل جانب.
التطوع ومساعدة الغير، مهما تعددت صوره، يعد من أفضل طرق تربية الأطفال في كل الأعمار.
3. مدح الإيجابيات وتوضيح أثر السلوك السلبي
القصص عن الأطفال الذين يمارسون التنمر وسلوكيات سيئة مماثلة، غالبا ما تحتل العناوين الرئيسية في الصحف وتنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
والحقيقة هي أن العديد من الأطفال يقومون بهدوء بأعمال جيدة في سياق حياتهم العادية، سواء كان ذلك جعل صديق يشعر بتحسن عندما يكون حزيناً أو التبرع بجزء من مصروفه الخاص.
ولهذا على الأبوين دائماً تشجيع السلوكيات الإيجابية لدى الطفل والثناء عليها، مثل القيام بشيء ما لجعل شخص ما أفضل.
وحتى شيء صغير مثل تربيتة على كتف صديق عندما يكون حزيناً تعتبر أمراً يستدعي المدح والثناء.
أيضاً تأكدوا من الحديث عن التأثيرات السلبية لسلوكيات مثل النميمة أو التنمر على كلا الجانبين، سواء من ناحية أولئك الذين يتعرضون للتنمر أو الذين يقومون به، مع توضيح كيف أن ذلك يسبب الأذى والضيق للشخص الأضعف في المعادلة.
طريقة تربية الأطفال الصحيحة تشمل تعزيز الإيجابيات والثناء عليها، مع توضيح السلبيات وعواقبها على الطفل وعلى الآخرين.
سيعجبك أيضاً: أفضل طرق تربية الطفل من عمر سنتين
- الثناء على السلوك الإيجابي للطفل يعزز طريقة تربية الأطفال الصحيحة
سيعجبك أيضاً: كيفية تربية الأطفال الرضع بطريقة صحيحة
4. مكافأة الطفل على السلوك الجيد.. ولكن ليس دائماً
على الآباء والأمهات تشجيع الطفل على السلوك الجيد ومكافأته عند التصرف بطريقة سليمة أو مساعدة شخص أو المشاركة في أعمال المنزل.
إن الأمر المهم الذي يجب تذكره عند تشجيع الأولاد على مساعدة الآخرين هو عدم مكافأتهم على كل عمل صالح. هذه من الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال.
يجب ألا يعتاد طفلك الربط بين التطوع أو مساعدة الآخرين وبين الحصول على الأشياء لنفسه.
والصحيح هو أن نعلمه أن الشعور بالرضا عن مساعدة الآخرين هو في حد ذاته مكافأة له.
الأطفال بشكل عام يحبون التشجيع ويفخرون برضا الوالدين عنهم، فالمكافأة من حين إلى آخر هي طريقة رائعة لتظهر له كم أنت شاكر له على التصرفات الحسنة التي يقوم بها.
المهم ألا تكون المكافأة على كل عمل جيد يقوم به.
5. تدريب الطفل أن يكون مهذباً ويحترم الجميع
تدريب الطفل على أن يكون مهذباً ويتحدث بطريقة جيدة مع غيره وأن يحترم الأكبر منه ويعطف على من هو أصغر منه، من السلوكيات البسيطة التي يجب زرعها في الطفل منذ الصغر.
هذا سوف يساعده على النجاح في حياته وبناء علاقات اجتماعية متينة، وهذا ما سوف يلاحظه الأهل على ابنهم عندما يكبر، ويشعرون بالفخر والاعتزاز به.
6. معاملة الطفل بلطف واحترام
الطريقة الأكثر فعالية لجعل الأطفال يتحدثون إليكم وإلى الآخرين بطريقة محترمة والتفاعل مع الآخرين بطريقة لطيفة، هي أن تفعل بالضبط ذلك عندما تتفاعل مع طفلك حتى وإن كان رضيعاً.
الأطفال دائماً يقلدون تصرفات الأهل، ففكر جيداً كيف تتحدث إلى طفلك وتتعامل معه، وهل هذا سوف يكون تصرفاً جيدا تحب أن يقلده.
هل تتحدث بقسوة مع طفلك عندما لا تكون سعيدا بشأن شيء ما؟
هل سبق لك أن صرخت وقلت ألفاظا ليست جيدة أمام طفلك؟
فكِّر في طريقة كلامك وتصرفك وتفكيرك أيضا، وحاول أن تختار طريقة ودية ومهذبة في التعامل مع الطفل، حتى عندما تتحدث إليه عن خطأ أو سوء تصرف منه عاتبه بحب واحترام.
7. الالتزام بالروتين اليومي
تحديد جدول يومي يلتزم به جميع أفراد العائلة يساعد الأطفال على الشعور بالاستقرار ومحاولة توقع ما سوف يقوم به خلال اليوم.
كما أن هذا الروتين اليومي يساعد في تربية الطفل على إدارة وقته بشكل جيد والاستفادة منه بالطريقة الصحيحة.
على سبيل المثال، من الجيد أن يتم تدريب الطفل على مواعيد محددة للاستيقاظ والنوم حتى في عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازه الصيفية.
من الجيد أيضا تحديد وقت يقضيه الطفل في عمل الواجبات المدرسية أو مساعدة الأهل في بعض الأعمال المنزلية.
كما ينبغي تحديد وقت مخصص للعب والمتعة والتسلية.
ويجب على الأهل وضع أوقات محددة لتناول وجبات الطعام، ويفضل أن تجمع العائلة على طاولة واحدة وتقضي وقتاً جميلاً في تناول الطعام معاً، فهذا يعتبر عاملاً أساسياً فى تنشئة طفل يشعر بالأمان والاستقرار مع عائلته.
8. قضاء وقت مع الطفل في القراءة
ننصح جميع الاباء والأمهات بقضاء وقت مع أطفالهم في قراءة الكتب والقصص التي يحبها الطفل، حيث إن القراءة تساعد على تعزيز مهارات الطفل وتنمية ذكائه وقدراته العقلية.
هذا بالإضافة إلى أن القراءة تعطي الطفل بعض الأفكار والمعلومات القيمة عن الكون والبيئة من حوله.
كما أثبتت بعض الدراسات أن القراءة بشكل مستمر تساعد الطفل على الانتباه بشكل أفضل وتحصيل المعلومات والفهم بشكل جيد.
وأثبتت دراسة بحثية أن الأطفال الذين اعتاد آباؤهم القراءة لهم يومياً وهم في سن الخامسة، ثم صاروا مهتمين بتعليمهم وهم في سن العاشرة، هؤلاء الأطفال أصبحوا أقل احتمالاً بكثير من غيرهم لأن يكونوا فقراء.
فمن الواضح أن هناك ارتباطاً وثقياً بين القراءة للطفل والاهتمام بتعليمه، وبين مستواه المادي والتعليمي والمهني عندما يكبر.
أيضاً القراءة تزيد من الحصيلة اللغوية للطفل وتساعده على اكتساب ألفاظ جديدة يستخدمها في التعبير عن مشاعره وأفكاره.
ويجب أن يكون وقت القراءة ممتعاً ولا يشعر الطفل بأنه مثل الواجبات المدرسية المفروضة عليه فرضاً، وخاصة عندما يقوم الآباء بالتركيز على الأخطاء بشكل مبالغ فيه.
ولا داعي للقلق إذا كان الطفل يريد أن يقرأ كتاباً ما أو قصة معينة مراراً وتكراراً دون ملل.
هذا يساعده على الفهم بشكل أفضل، و في كل مرة يكتسب المزيد من المصطلحات اللغوية والمعلومات الجديدة أو يدركها بنسبة أكبر.
سعيجبك أيضاً: طريقة تربية الطفل العنيد وكيفية التعامل معه
9. ممارسة نشاطات يحبها الطفل
من الجيد أيضا أن نقوم باختيار نشاط أو اثنين يحبهما الطفل لممارستها بانتظام، مثل النشاطات الاجتماعية أو الألعاب الرياضية غير العنيفة، وخاصة تلك التي تتميز بالمشاركة والعمل الجماعي.
هذه النشاطات إذا مورست باتنظام فإنها تساعد الأطفال، وحتى الطفل الرضيع، على التركيز بشكل أفضل وتزيد من قدرته على التواصل الاجتماعي والمشاركة في الأعمال الاجتماعية والتطوعية.
علاوة على ذلك فقد أثبتت العديد من الدراسات أن الأطفال الذين يمتلكون نشاطاً اجتماعياً أو رياضياً يتميزون بتركيز أعلى و تحصيل دراسي أكبر من غيرهم.
أيضا يحب الطفل أن يشاركه والده في هذه الأنشطة، وأن يبقى دائماً بجانبه لكي يشعر بالأمان والفخر، ومع كل إنجاز أو تقدم يمكن مكافأته عن ذلك عن طريق هدية أو مجرد كلمة تشجيع وثناء.
10. منح الطفل فرصة المشاركة واتخاذ القرار
من المهم إعطاء الأطفال الفرصة للمشاركة في تربية أنفسهم.
تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يخططون لأهدافهم ويضعون مواعيدهم اليومية ويقيّمون عملهم، يفعلون كل ذلك بأنفسهم، تنمو لديهم قشرة المخ الأمامية بشكل أفضل، ويصبحون قادرين على السيطرة على مجريات حياتهم.
ولهذا ننصح الآباء والأمهات بترك الفرصة للأولاد كي ينجحوا بالطريقة التي يريدونها ويحبونها، ولا نقلق أبداً إذا فشلوا أحياناً.
علينا أن نكون بجانبهم وندعهم ونوجههم إلى الأفضل، ولكن نترك لهم مزيداً من الحرية في الاختيار واتخاذ زمام المبادرة والاعتماد على النفس.
وبهذا نكون تحدثنا عن طريقة تربية الأطفال الصحيحة وذكرنا بعضاً من الطرق والوسائل التي تساعد الآباء والأمهات على تربية أبنائهم بطريقة سليمة، والآن حان دوركم لتشاركونا تجاربكم الخاصة حول كيفية تربية الأولاد وأي الطرق وجدتموها نافعة.. شاركونا آراءكم في التعليقات.
سيعجبك أيضاً: أفضل الكتب عن تربية الأبناء بطريقة صحيحة