كيفية التعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة 100%

كيفية تربية الطفل العنيد وطريقة التعامل معه قد تسبب مشكلة لكثير من الآباء والأمهات، وخاصة إذا كان أول طفل لهم.

البعض قد يتعامل مع الطفل العنيد بطريقة خطأ تنعكس بشكل سلبي على سلوك الطفل فيصبح أكثر عصبية وعناداً.

لذلك سوف نقدم لكم بعض نصائح المختصين التربويين حول كيفية التعامل مع الطفل العنيد.

مميزات الطفل العنيد وأهمية التعامل معه بطريقة صحيحة

كيفية تربية الطفل العنيد وطريقة التعامل معه
كيفية تربية الطفل العنيد وطريقة التعامل معه

الطفل العنيد غالباً لا يولد هكذا، بل يكتسب صفة العناد مع الوقت.

وقد يكون ذلك نتيجة عوامل مختلفة أو بسبب طريقة التربية الخطأ التي يعتمدها الأهل.

من المعروف أن صفات العناد والعصبية لدى الأطفال مكروهة من الأهل والمجتمع، إلا أن دراسات عديدة تؤكد أن الطفل العنيد والعصبي والمشاكس يتمتع بدرجة عالية من النشاط، بالإضافة إلى قدر عالٍ من الذكاء.

ويمكن للأهل استغلال ذلك في تنمية مهارات جديدة لدى الطفل العنيد، بالإضافة إلى تدريبه على التحكم في العصبية والعناد.

أيضاً صفة العناد لدى الأطفال هي مؤشر إيجابي على أن الطفل يفضل أن يتمتع بشخصية مستقلة.

وهذا يظهر بشكل واضح لدى الطفل العنيد في عمر سنتين.

وقد يدل ذلك على أن الطفل سوف يكون واثقاً في نفسه وصاحب شخصية قوية ويعتمد على نفسه بشكل أساسي.

لذلك يدعو المتخصصون الأهل إلى التعامل مع صفة العناد على أنها ليست بهذا القدر من السوء.

وهذا أيضاً لا يعني أبداً تجنب السعي لمعرفة كيفية تربية الطفل العنيد وأفضل طريقة للتعامل معه، ومن ثم التصرف معه بحكمة ومحاولة تدريبه على التحكم في العناد والسيطرة على انفعالاته.

عدم استدراك الأمر منذ الطفولة وإهمال التعامل مع الأطفال العنيدين بطريقة صحيحة، سوف يسبب مشاكل كثيرة للوالدين عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة وما بعدها.

الطفل العنيد في عمر سنتين

كيفية التعامل مع الطفل العنيد وتربية الأطفال العنيدين بطريقة صحيحة وعلاج العناد عند الأطفال عمر سنيتن
كيفية التعامل مع الطفل العنيد عمر سنتين

معظم الأطفال الذين يكتسبون صفة العناد لا يعتبر ذلك سلوكاً دائماً ومستمراً لديهم.

كثير من الأطفال العنيدين يختبرون هذا السلوك في عمر العامين تقريباً.

ومع التصرف الحكيم من الأهل يمكن أن يجتاز الطفل هذه المرحلة دون آثار سلبية أو استمرار حالة العناد بعد ذلك، وهذا ما يحدده سلوك الأهل وطريقة التعامل مع الطفل العنيد.

بدايةً من عمر سنتين يشعر الطفل بالاستقلال، وخاصة عن أمه بعد انتهاء فترة الرضاعة.

ويفضل الطفل حينئذٍ القيام ببعض المهام بنفسه، مثل تناول الطعام، ويرفض تدخل أي شخص.

ويجب على الأهل أن يتفهموا سلوك الطفل العنيد جيداً، وأن يحاولوا احتواء مشاعره، وجعل هذه الصفة حافزاً يكسبه شخصية قوية ومستقلة. (سنتحدث عن ذلك لاحقاً).

بعض الآباء يتعاملون بطريقة تمنع تماماً صفة العناد من الظهور، ولا يقبلون اعتراضات الطفل أو اعتماده على نفسه، وهذا سيؤثر بشكل سلبي على الطفل ويجعله ضعيف الشخصية.

أخطاء في التربية تجعل الأطفال عنيدين

كيفية التعامل مع الطفل العنيد وتربيته بالطريقة الصحيحة
أخطاء تربوية يجب تجنبها عند التعامل مع الطفل العنيد

هناك بعض الأسباب التي تدفع الطفل إلى الاستمرار في العناد، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:

مقابلة العناد بالعناد

من أهم الأسباب التي تدفع الأطفال لاستمرار العناد، هي معاملة الأهل للطفل بنفس المستوى من العناد ورفض الحوار، مع عدم مقابلة عناد الطفل بصدر رحب، بل أحياناً يقابلونه بالصراخ والغضب.

وهذا الخطأ الشائع في التعامل مع الأطفال يدفع الطفل للاستمرار في العناد وتفاقم المشكلة بدلاً من علاجها.

لذلك ينصح المختصون الأهل بالتنازل قليلاً والوصول إلى نفس مستوى الطفل في الحديث، والتحدث معه ومناقشته للوصول لحل مناسب ومُرضٍ للجميع.

هذا يحتاج إلى وقت طويل وصبر من الأهل.

ولكن هذه الطريقة في التعامل مع الطفل العنيد تساعد على تربية طفل ذي شخصية قوية في التصرف.

وعكس ذلك سوف يجعلكم تعانون كثيراً مع الطفل صاحب الشخصية الضعيفة.

المشاكل الأسرية

لا شك أن المشاكل الأسرية تؤثر على نفسية الطفل بشكل سلبي، وأحيانا تؤدي إلى ظهور اضطرابات نفسية كثيرة ومنها أسلوب العناد والعصبية.

وهذا يكون رداً طبيعياً من الطفل في الغالب، بهدف البحث عن الرعاية من الأهل وأن يكون محط اهتمامهم.

ويظهر هذا بشكل واضح في رفض الطفل تنفيذ أوامر الأبوين، وفي الحالات المتطورة قد يصاب بنوبات من الهلع والصراخ.

المبالغة في تدليل الطفل

الدلال أمر مطلوب في التعامل مع الطفل، ولكن يكون بنسب متزنة وبدون مبالغة.

المبالغة في تدليل الطفل تجعله يلجأ للعناد بهدف الحصول على كل ما يريده، لأنه لم يعتد على أن يُرفض له طلب.

وقد يستمر الطفل في البكاء والصراخ حتى يتم تنفيذ طلبه.

لذلك يجب على الأهل التوازن في معاملة الطفل، بين الحزم والتدليل.

مقارنة الطفل بغيره

كثير من الآباء والأمهات يعتقدون أن مقارنة الطفل مع غيره من الأطفال سوف يكون حافزاً شديداً للطفل لكي يكون في أحسن سلوك وحال.

ولكن هذا غير صحيح تماماً.

القليل فقط من يدرك التأثير السلبي لهذا السلوك على نفسية الطفل، فقد يكون سبباً في ظهور العديد من الاضطرابات النفسية لدى الطفل، والعناد واحد منها.

عندما يقوم الأهل بمقارنة الطفل بأقرانه أو إخوانه سوف يُظهر الطفل سلوكاً سلبياً معانداً لمطالب الأهل، وأحيانا يكون عدوانياً تجاه الأطفال الذين يتم مقارنته معهم، وأحيانا يشعر تجاههم بالكراهية.

كل هذا يعتبر رد فعل طبيعي من الطفل في الدفاع عن نفسه وعن تقديره لذاته.

لذلك يوصي خبراء التربية بتجنب أسلوب مقارنة الطفل بغيره تماماً.

التربية المتناقضة

التربية المتناقضة هي حالة من عدم اتفاق الوالدين على أسلوب تربية معين في التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، حيث كلا الأبوين يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر.

هذا السلوك سوف يدفع الطفل لاستخدام ذكائه في الحصول على كل ما يريده مستغلاً اختلاف والديه.

لذلك على الوالدين الاتفاق على طريقة تربية الطفل العنيد التي سوف يتبعونها مع طفلهم، حتى تأتي بثمارها.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة

كيفية التعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة
ما هي طرق التعامل مع الطفل العنيد والعصبي

يحتاج الطفل العنيد للشعور بأنه قادر على اتخاذ القرار وأنه يتمتع بقدر كبير من الحرية والاستقلال، وبالتالي قد يرفض توجيهات الوالدين أو يفعل عكسها بالضبط.

وهناك عدة طرق يمكل للآباء والأمهات اتباعها للتعامل مع الطفل العنيد بطريقة صحيحة تساعد في علاج العناد عند الطفل.

ومن طرق علاج عناد الأطفال نذكر الآتي.

تجنب الأخطاء التربوية التي تسبب العناد

ذكرنا بالأعلى بعضاً من أخطاء التربية التي تجعل الطفل عنيداً أو يستمر في العناد، فأول طريقة لعلاج العناد لدى الأطفال هي تجنب الأخطاء التالية تماماً.

  • مقابلة العناد بالعناد
  • كثرة المشاكل الأسرية
  • المبالغة في تدليل الطفل
  • مقارنة الطفل بغيره
  • التناقض والاختلاف بين الأب والأم في أسلوب التربية

أسلوب الحديث الذكي

أفضل طرق التعامل مع الطفل العنيد هي استخدام أسلوب الحديث الذكي.

بدلاً من فرض الأمور على الطفل، يمكن أن نترك حرية الاختيار بين أمرين ليختار الأفضل له من بينهما.

في هذه الحالة يصل للطفل شعور بأنه مسيطر وصاحب القرار.

أيضاً من الضروري استخدام الكلمات الإيجابية عند توجيه الطفل، فبدلاً من انتقاد الأخطاء يٌفضل التوجيه بهدوء.

بدلاً من قول “أنت لا تكمل وجبتك أبداً” يمكنك قول “تناول وجبتك كلها حتى تكون أقوى”.

من المهم أيضاً التواصل بالعين مع الطفل والنظر في عينيه مباشرة مع الكلام بهدوء.

هذا الأسلوب في التحدث مع الطفل يجعله مطيعاً طوال الوقت ويخلصك من مشكلة عصيان الأوامر عند الطفل العنيد.

كما أنه أسلوب جيد في بناء شخصية قوية لدى الطفل بحيث يكون قادراً على اتخاذ القرار بحرية ويحسن التصرف في المواقف المختلفة.

تحويل الأوامر إلى تحديات ممتعة

بدلا من توجيه الأوامر بشكل مباشر مع الطفل، وتهديده بالعقاب في حالة عدم تنفيذ الأمر، يمكن تحويل هذا الأمر إلى تحدٍ ومتعة مع الطفل.

وبعد أن ينتهي الطفل من تنفيذ هذه المهمة، يمكن للأهل تشجيعه ومدحه وتوضيح مدى أهمية الأمر الذي قام به.

هذه الطريقة في التعامل مع الطفل العنيد مجربة وناجحة 100%.

على سبيل المثال بدلاُ من أن تطلب من طفلك أن ينفذ الواجب المدرسي وإلا سوف يعاقب، يمكنك تحديه في إنهاء هذا الواجب خلال وقت محدد.

فإذا نجح في المهمة يتم تشجيعه والثناء عليه.

وإن لم ينجح في المهمة، يمكن البحث عن تحديات أخرى تكون أسهل عليه.

المهم هنا أنه يتخلى عن العناد ويدخل في التحدي.

تجنب ذم الطفل أو تهديده

هناك العديد من الدراسات التي أثبتت أن التربية الحديثة التي لا تعتمد على التعنيف والتهديد نجحت في تقويم سلوكيات الطفل السيئة مثل مشكلة الطفل العنيد.

ويعتمد هذا الأسلوب بشكل أساسي على الحوار والتحدث مع الطفل بنفس مستواه العقلي.

أما أسلوب التهديد والذم فغالباً يعطي نتيجة سلبية على عكس ما يعتقد الأهل.

ويزداد الأمر سوءاً إذا تم ذم الطفل أمام الآخرين سواءً إخوته أو الضيوف، ما سوف يدفعه للتصرف بطريقة غير لائقة.

كما أن هذا الأسلوب في التربية يعطي نتيجة عكسية مع الطفل العنيد ويفاقم مشكلة العناد.

أيضاً إذا طلب الطفل طلباً أمام أحد، حاولوا عدم رفض هذا الطلب أمام أى شخص.

يمكنكم التحدث مع الطفل على انفراد والتوصل لحل مناسب.

أخيراً لا بد من التذكير بأهمية تجنب المعاملة بالمثل عند التعامل مع الطفل العنيد والعصبي، فلا يجب مقابلة العناد بعناد، بل الأسلوب الصحيح هو مقابلة العناد باللين والتنازل والوصول إلى حلول وسط.

بعد أن تحدثنا عن كيفية التعامل مع الطفل العنيد وطريقة تربيته تربية صحيحة لعلاج العناد، الآن حان دوركم لتشاركونا تجاربكم الخاصة حول كيفية تربية الأطفال العنيدين والأسلوب الأفضل للتعامل معهم.. اتركوا لنا تعليقاً.

قد يعجبك أيضاً