تسعى كل أسرة جاهدة للبحث عن أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال بهدف منح الطفل فرصة كاملة لتطوير ذكائه وقدراته ومهاراته، وذلك عن طريق إيجاد أساليب لمساعدة الطفل على التفكير بشكل إيجابي والاستفادة من الطاقة الكبيرة في سن الطفولة.
ويسعى المجتمع ككل لتربية أطفال قادرين على تغيير المستقبل وابتكار أشياء تفيد البشرية وهذا يبدأ من طفل اليوم.
محتوى المقال
أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال
إذا كنت تبحثين عن أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال فيجب عليكي أن تعرفي أن تنمية مهارة الطفل وذكائه يبدأ منذ أي يكون جنيناً في الرحم.
يمكنك أن تسمعي جنينك الموسيقى الهادئة أو أن تتحدثي معه حول مشاعرك تجاهه وحول مستقبله لكي تجعليه مرتبطاً بصوتك ومنتبهاً دائما لما تقولينه.
وهناك بعض الطرق التي يمكنك أن تتبعيها معه منذ ولادة الطفل للحصول على طفل ذكي ويمتلك مهارات مميزة.
و من أهم تلك الطرق الأتي.
الرضاعة الطبيعية
منذ اليوم الأول لطفلك في الحياة يمكنك أن تنفذي أفضل طرق تنمية مهارات الطفل العقلية والحركية، وهي الرضاعة الطبيعية.
أثبتت الدراسات العلمية العديدة تفوق لبن الأم الطبيعي في تحسين قدرة الدماغ على العمل لدى الطفل الرضيع.
الرضاعة الطبيعية هي العامل الأول في تحسين صحة الدماغ، كما أنها تقوي مناعة الطفل وتقيه من الالتهابات الدماغية وتزيد من معدل صحته العامة ومستوى ذكائه.
وجبة الإفطار
من أهم الوجبات التي يحصل عليها الإنسان عموماً والأطفال خصوصاً على مدار اليوم هي وجبة الإفطار، لما لها من فائدة كبيرة في تعويض الجسم عن ساعات النوم التي لم يتناول فيها الطعام.
وهذا ما ذكرته العديد من الأبحاث العلمية حول قدرة وجبة الأفطار على إمداد الجسم بالنشاط والحيوية وعدم الشعور بالإرهاق والتعب.
إذا كان الفطور يحتوي على كوب من اللبن أو كوب من الزبادي المحلى أو ملعقة متوسطة من عسل النحل، فإنك بذلك تكونين قد أعطيت طفلك طاقة كافية خلال يومه وقسطاً كافياً من النشاط، وساعدتي الخلايا الدماغية على العمل بشكل أفضل.
تعلم المهارات اليدوية
أثبتت الدراسات أن المهارات الحركية التي يستعمل الطفل فيها يديه لها أثر كبير في تنمية قدراته.
إن كنتي حقاً تبحثين عن أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال الحركية فعليك بإشراك طفلك في دروس للرسم والتلوين أو الحفر أو غيرها من المهارات اليدوية.
ومن أفضل تلك الأعمال اليدوية هي تعلم العزف على آلة موسيقية، فهي مهارة عقلية وحركية في آن واحد.
تعلم الموسيقى على آلات يدوية يساعد الطفل كثيراً على تنمية قدراته العقلية، حيث إنه يستطيع أن يعمل بأكثر من حاسة في وقت واحد، ويقوم عقله بإرسال العديد من الإشارات لأعضاء الجسم في نفس الوقت.
تحسين اللياقة البدنية
هناك ارتباط قوي جداً بين الصحة البدنية والصحة العقلية، حيث إن الجسم القوي البنيان السليم المعافى يمتلك عقلاً يستطيع التفكير السليم القادر على حل مشكلاته واتخاذ قرارات سليمة بسرعة أكبر.
كما أن ممارسة ألعاب اللياقة تقوي الجسم وتعزز مناعته وتقيه من كثير من الأمراض.
تنمية مهارات الطفل الحركية والبدنية أمر ضروري للحصول على طفل مميز واثق من نفسه.
من الضروري تربية الأطفال على الاهتمام بأجسامهم والحفاظ عليها دائماً.
لذا يجب عليكم الاهتمام كثيرا بلياقة الأطفال وممارسة التمارين الرياضية ووضع نظام غذائي يبني جسم الطفل ويساعده على القيام بالأنشطة المختلفة.
ألعاب الفيديو
ألعاب الفيديو هي سلاح ذو حدين سواءً من حيث نوع اللعبة نفسها أو من حيث الوقت التي تشغله في يوم الطفل.
حسن اختيار ألعاب الفيديو التي تنمي ذكاء الطفل وتشجعه على التفكير والتخطيط تعتبر من أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال العقلية في العصر الحالي.
لذا يجب عليكي أن تنتقي ألعاباً معينة لا تحتوي على العنف، حتى تساعد الطفل على التفكير الجيد والعمل ضمن مجموعة.
ويجب ألا تتعدى ألعاب الفيديو وقتاً تخصصينه أنت للطفل، حتى لا يهدر وقتاً كثيراً أمامها، فهناك أنشطة أخرى كثيرة على طفلك القيام بها.
التجربة ثم التجربة
التجربة من أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال الحركية والعقلية، صغاراً وكباراً.
أفسحوا المجال دائماً للطفل لتجربة أشياء جديدة، لتجربة كل شيء يمكن تجربته، وشجعوه على ذلك.
من تعلم الموسيقى والرسم، إلى السباحة وألعاب الدفاع عن النفس، ومن زيارة المتاحف والملاهي إلى الكتابة والقراءة والتمثيل.
كل الهوايات التي يمكن للطفل تجربتها، شجعوه على خوض التجربة، ودعوه يقرر أي الهوايات أقرب إليه وأحب إلى قلبه.
إن شعر بملل أو كره نشاطاً ما، دعوه يتخطاه ويجرب غيره.
تجربة أنشطة عديدة هي السبيل الأفضل للتعرف على ما يميز الطفل والهوايات والطاقات الكامنة لديه.
التغذية السليمة
إن كنا نبني جسماً قوياً قادراً على القيام بأعمال بدنية إلى جانب تنمية قدراته العقلية، فيجب علينا أن نبدأ بالتغذية السليمة المتوازنة.
وذلك من خلال التركيز على الأغذية التي تحتوي على العناصر الغذائية الأساسية مثل الحديد والكالسيوم والبروتين والفسفور.
ويتأتي ذلك من خلال تنويع الوجبات التي يحصل عليها الطفل، وخصوصاً الخضروات والفواكه، مع تجنب الأطعمة الجاهزة أو سريعة التحضير أو المعلبة، أو التقليل منها قدر الإمكان.
تعزيز فضول الطفل
ربما في عمر سنتين تقريباً يظهر فضول الطفل بشكل أوضح.
وقد يتضايق بعض أفراد الأسرة من الطفل الفضولي الذي يسأل كثيراً عن كل الأشياء.
ولكن قد لا يعلم هؤلاء أن الفضول شئ صحي جداً لدى الأطفال ويجب تشجيعهم عليه.
تعزيز فضول الطفل الصغير وتشجيعه على التساؤل المستمر واحد من أفضل طرق تنمية مهارات الأطفال العقلية.
وإذا قام طفلك بطرح أسئلة كثيرة عليكي حول موضوع ما، فأنصحك بأن تجاوبي على كل أسئلته بشكل صحيح وأن تعطيه المعلومة صحيحة بما يتناسب مع سنه وعقله.
بل ويجب عليكي أيضاً أن تعلّمي الطفل طرقاًَ جديدة للبحث والحصول على المعلومات، مع تجنب إحباطه عندما يسأل عن شئ، وعدم الاستهانة أو الاستخفاف بأي سؤال له.
ألعاب تنمية الذكاء
هناك أنواع عديدة من الألعاب التي تتناسب مع مختلف الأعمار السنية، ويجب عليكم عند إحضار لعبة لطفلكم أن تختاروا اللعبة بعناية شديدة.
اختيار اللعبة المناسبة من أفضل طرق تنمية مهارات الطفل العقلية وتعزيز التفكير والذاكرة.
ابتعدوا تماماً عن ألعاب العنف والقتل، التي تشكل خطراً أكبر من نفعها، حيث إنها تحيي الجانب العنيف داخل الطفل مما يجعله عدوانياً فيما بعد.
أما ألعاب الذكاء مثل البازل أو ألعاب المكعبات والفك والتركيب تساعد الطفل كثيراً على تشغيل عقله والتفكير المستمر في طريقة حل المشكلات.
ويمكنك مشاركة طفلك في تلك الألعاب حتى لا يمل منها بسرعة ويتركها ويتجه لألعاب العنف.
القراءة
يمكنك أن تحببي طفلك في القراءة منذ صغره عن طريق حكايات قبل النوم والقراءة له، وأن تمسكي بالكتاب أو القصة أمامه حتى يزيد الترابط بينه وبين الكتب.
وطبعاً من أهم المصادر التي يحتاجها الطفل للتعلم وتفتيح مداركه هي القراءة وهي الطريقة المجربة على مدى العصور.
إلى جانب التسلية، القراءة تنمي المهارات العقلية للطفل وتطلعه على عوالم جديدة كلياً عما اعتاده وتمده بمعلومات صلبة تساعده على التفكير واتخاذ القرار.
تعزيز ثقة الطفل
من أهم الأدوار المطلوبة من الأبوين معاً هي تعزيز ثقة الطفل بنفسه وحثه على البحث دائماً حول موضوعات متنوعة وتشجيعه للحصول على الإجابات بنفسه.
و كما تهتمين بالدروس والمذاكرة يجب عليكي الاهتمام بأن يقوم طفلك بعمل أبحاث بعيدة عن مواده الدراسية في المجالات التي يميل لها بتفكيره.
أيضاً الاستماع للطفل جيداً ومناقشته في آرائه وأخذها على محمل الجد من الأمور التي تعزز ثقته بنفسه وتساعد في تنمية المهارات الاجتماعية لديه.
اسأل وأنصت
احرصوا دائماً على توجيه الأسئلة إلى الأطفال ثم الاستماع جيداً إلى أجوبتهم.
يجب أن تكون الأسئلة استكشافية وتهدف للغوص عميقاً داخل عقل الطفل والتعرف على ما يشعر به وما يفكر فيه.
من الضروري ترك المجال واسعاً للطفل للحديث بحرية وطلاقة والإنصات جيداً إلى ما يقوله، ثم طرح مزيد من الأسئلة حول ما قاله حتى يستمر النقاش.
كلما طال النقاش مع الطفل، زادت ثقته بنفسه، وتعززت قدرته على التفكير المنظم والابتكار، ونمت مهارات التواصل والمهارات العقلية.
إرشادات عامة حول تربية الطفل وتنمية مهاراته
ذكرنا فيما سبق ما يمكن فعله لتنمية مهارات الطفل ولمساعدته على إبراز أكبر قدر من قدراته العقلية.
والآن هناك بعض الإرشادات التي يتطلب من الأب والأم العمل عليها للحصول على طفل ناجح عملياً وصاحب مهارات مميزة.
ومن أهم تلك الإرشادات ما يلي.
- مراقبة الأطفال وهم يلعبون بمفردهم ومحاولة معرفة ما يدور بخاطرهم.
- الفهم الجيد لشخصية الطفل ودراسة ردود أفعاله في المواقف المختلفة لمعرفة الطريقة المناسبة للتعامل مع الطفل.
- عدم وضع الطفل تحت أي ضغط عصبي مهما كانت الظروف، حتى لا يتصرف تصرفاً يؤثر في شخصيته فيما بعد، كأن يصبح عنيداً وعصبياً.
- عدم مقارنة الطفل مع أي طفل آخر حتى وإن كان أخاه أو صديقه المقرب، حتى لا ينشأ داخل الطفل الإحساس بالغيرة وعدم الثقة، وهذه من أهم أخطاء تربية الأطفال التي يقع فيها الآباء والأمهات.
- الاتفاق بين الأب والأم على طريقة معاملة موحدة مع الطفل وضوابط للثواب والعقاب حتى لا يتشتت الطفل بينهم.
- اتخاذ القرارات التي تخص الطفل من جانب الأب والأم معاً ولا يتخذ الأب قراراً فتغيره الأم أو العكس.