يقع كثير من الآباء والأمهات في بعض الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال وهم لا يدركون ذلك، وعندما يستوعبون الأمر يكون قد فات أوان تصحيح الخطأ، حيث إن هذه الأخطاء تؤثر بشكل سلبي على سلوك الطفل ونفسيته، وقد يتحول الى شخص عدواني أو ذي شخصية ضعيفة.
لذلك سوف نذكر لكم أهم الأخطاء الشائعة في تربية الأبناء والتعامل معهم خلال هذه السطور وكيفية تجنبها للحفاظ على الطفل وصحته وسلوكه.
محتوى المقال
10 أخطاء شائعة في تربية الأطفال
قد تكون هذه الأخطاء في تربية الأولاد ناتجة عن عدم فهم ومعرفة من أولياء الأمور بطريقة التعامل الصحيحة مع الطفل.
وتجدر الإشارة أن لكل طفل طريقة تعامل خاصة به ومختلفة بعض الشيء عن الأطفال الآخرين، فربما يكون الأهل يتصرفون بطريقة صحيحة مع الطفل ولكنها غير مناسبة معه ومع شخصيته.
وتشمل الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال ما يلي.
حماية الطفل والخوف عليه بشكل مبالغ فيه
الخوف على الطفل والسعي لحمايته بكل الطرق الممكنة هو أمر طبيعي عند جميع الآباء والأمهات.
ولكن البعض يبالغون في هذه الحماية بطريقة تمنع الطفل في الوقوع في الأخطاء (أو تحاول أن تمنعه).
أضرار المبالغة في الخوف على الطفل
- يقلل من فرص تعلم الطفل لمهارات جديدة وتعزيز خبرته ومعرفته بالحياة من حوله.
- يجعل الطفل ضعيف الشخصية لا يستطيع التصرف بطريقة صحيحة في المواقف الصعبة.
والجدير بالذكر أنه ليس أمراً سهلاً على الأهل أن يتركوا ابنهم يخطأ في تصرف ما.
لكن جميع الدراسات تؤكد أن هذه هي الطريقة الصحيحة لتربية الطفل ولتعليمه كيفية تحمل المسؤولية ولكي يشعر بجميع المشاعر التي يمر بها أي شخص مثل الطموح والخوف والإحباط والشجاعة وغيرها، وهي لا تأتي إلا من شخص يتصرف بنفسه ويصيب ويخطئ وهي طبيعة الإنسان.
سيعجبك أيضاً: طريقة تربية الأطفال الرضع والتعامل معهم
المبالغة في مدح الطفل
كثير من الآباء والأمهات لديهم اعتقاد خاطئ مفاده أن الاستمرار في مدح الطفل عند كل تصرف هو سلوك جيد، حتى وإن كان تصرف الطفل بسيطاً.
قد تعتقدون أن هذا يعتبر بمثابة تشجيع للطفل على التصرف بطريقة صحيحة في انتظار المدح، والحقيقة أن هذا الأسلوب في التربية خاطئ تماماً.
لماذا؟
لأن الطفل في هذه الحالة سوف يعتقد أنه من غير الواجب عليه التصرف بطريقة صحيحة، وأن هذا مجرد خطوة إضافية سوف ترضي الأبوين عنه.
بل عندما يطلب أحد من الطفل القيام بعمل ما، سوف ينتظر منه المدح والشكر مقابل هذا العمل.
وهذا سوف يدفع الطفل للشعور بالقلق والخوف في حالة عدم الحصول على رضا الأبوين ومدحهما، ويعتقد أن عمله ليس في المستوى المطلوب، حتى وإن كان صحيحاً.
والتصرف الصحيح في هذه الحالة هي عدم الإفراط في مدح الطفل على أى تصرف بسيط.
ويمكن تأجيل المدح إلى المواقف والتصرفات النادرة أو غير المتوقعة من الطفل.
وأيضا تجدر الإشارة إلى أن هناك فرقاً كبيراً بين إعطاء الطفل طاقة إيجابية وبين المدح.
الشيء المذموم هو المبالغة في مدح الطفل، أو مدحه شيء لا يستحق المدح.
المفاوضات الكثيرة
كثير من الأهالى يضعون بعض القوانين في البيت لتحديد العقاب الذي يقع على الطفل في حالة التصرف بطريقة خاطئة، وفي نفس الوقت يعطون فرصة للطفل على التفاوض في محاولة لتخفيف هذا العقاب في كل مرة.
الكثير يعتقد أن هذا تصرف صحيح ويعطي جواً من التفاهم في المنزل.
وفي الحقيقة إنها طريقة تعطي نتيجة عكسية.
مع الوقت يكتسب الطفل قدرة كبيرة على التفاوض، وقد يتمكن من تغيير هذه القواعد بطريقة تجعله يفلت من العقاب، وهذا يعتبر دافعاًَ للطفل لارتكاب المزيد من الأخطاء دون خوف.
والحل الصحيح أن يتفق الأهل على قواعد محددة لا يتم التفاوض عليها أو تغييرها، وهذا يجعل الطفل يتحمل عواقب أخطائه، كما يجعله يستحق الثناء عندما يتصرف بطريقة صحيحة.
عدم الاهتمام بمشاعر الطفل
واحد من أكبر الأخطاء في تربية الأطفال هي عدم الاهتمام بالمشاعر التي يظهرها الطفل سواءً كانت مشاعر سلبية أو إيجابية.
التقليل من مشاعر الطفل وإهمال التعاطي معها سوف يدفع الطفل إلى إخفاء مشاعره بشكل مستمر خوفاً من أن تكون مشاعره خاطئة.
وقد يعتقد الطفل أيضاً أنه غير قادر على التحكم في مشاعره بطريقة صحيحة.
وهذا واحد من أهم الأسباب التي تجعل الطفل صاحب شخصية ضعيفة، ويحتاج دائماً إلى شخص آخر يملى عليه ما يجب أن يشعر به في هذا الموقف.
الأطفال في عمر سنتين إلى 5 سنوات، ما زالوا في بداية الطريق لاختبار وفهم المشاعر بصورة سليمة، مثل مشاعر الخوف والإحباط وخيبة الأمل.
وعلى الآباء والأمهات تشجيع ومساعدة الطفل على التعبير عن مشاعره، وذلك عن طريق تسمية هذه المشاعر والتعبير عنها أمام الأطفال.
يمكن للأب مثلاً أن يقول لطفله “إنها تمطر الآن ولا يمكنك الخروج للعب، أعرف أنه أمر محبط قليلاً”.
كما يجب على الأهل الاهتمام بجميع المشاعر التي يظهرها الطفل والاستماع له جيداً والفرح معه والحزن لحزنه.
هذا مع محاولة التحكم في هذه المشاعر عن طريق توجيهها بطريقة لا تجعله يشعر بعدم الاهتمام.
الحساسية الزائدة في التعامل مع الطفل
عندما يخطئ الطفل يجب على الأبوين التصرف بحكمة وعقلانية وتجنب التهور أو أخذ الأمور بحساسية أو معاقبة الطفل على الفور.
وهذا لأن الطفل لا ينظر إلى الأمور بنفس المنظور الذي ينظر إليه الأبوان.
على سبيل المثال عندما يخطئ الطفل في التصرف مع أحد أبويه، فقد يعتقد أن الطفل يسيء إليه، وفي معظم الحالات يكون هذا اعتقاد خاطئ وحكم متسرع من الأهل.
كل ما في الأمر أن الطفل يتصرف بأريحية ولا يعلم الصواب من الخطأ.
لذلك قبل معاقبة الطفل على خطأ ما يجب النظر إلى الأمر بعقلية الطفل، حتى لا يتأثر الطفل بطريقة سلبية.
عدم استيعاب أن الطفل ينمو ويكبر
بعض الأطفال قد يتصرفون بطريقة صحيحة تدل على المهارة في موقف معين أو تشير إلى امتلاك الطفل معدل عالٍ من الذكاء.
ويعتقد الآباء في هذه الحالة أن الطفل يمتلك مهارات أكبر من سنه.
وهذا يدفع الأهل إلى التعامل مع الطفل على أنه شخص ناضج وواعٍ للأمور من حوله، وينتظرون منه دائماً أن يتصرف بطريقة مسؤولة.
وهذا خطأ كبير.
الطفل لم يصل لهذه المرحلة النضج أو التصرف بمسؤولية.
كل ما هنالك أنه يتصرف أحياناً بطريقة ترضي الأهل تماماً.
لكنه ما زال طفلاً، وعلى الأهل ألا ينسوا هذا.
وهذا السلوك في التعامل يجعل الطفل يشعر أنه مقصر دائماً.
وأيضا قد يصل للأهل شعور بأن الطفل مهمل أو لا يهتم، وهذا يؤثر عليه بشكل سلبي.
طمأنة الأطفال بشكل مفرط عند الخطأ
طمأنة الأطفال من وقت إلى آخر من التصرفات الطبيعية التي يقوم بها الأهل عندما يقوم الطفل بعمل خطأ ما.
ولكن هذا يجب أن يكون في مواقف محددة دون الإفراط في ذلك.
فإذا اعتمد الأهل هذا الأسلوب بشكل أساسي في التعامل مع الأطفال فسوف يعطي نتائج عكسية.
فلا بأس أن يشعر الطفل بالخوف من ارتكاب الخطأ، أو الحزن عندما يتسبب في كسر لعبة مثلاً.
كل هذا يجعل الطفل يحرص على أن يتصرف بطريقة صحيحة في المرة القادمة.
لذلك يجب التوازن في تربية الطفل.
سيعجبك أيضاً: كيفية تربية الطفل العنيد وطريقة التعامل معه
الصراخ والغضب الشديد عند الخلاف
الصراخ في وجه الطفل عندما يرتكب خطأ ما من الأمور الشائعة من الأهل وهو رد فعل طبيعي قد لا يقصده الأبوان.
ولكن جميع الدراسات أثبت أن التحدث مع الطفل أثناء الصراخ يجعل الطفل غير قادر على استيعاب ما يقال.
الطفل يركز بشكل أساسي على الصراخ وشكل الأبوين، لا على ما يقولانه.
لذلك تجد الطفل غير مدرك للأوامر التي تعطيها له الأم خلال هذا الوقت.
والتصرف السليم هو التحدث إلى الطفل بهدوء وبكلمات واضحة تبين له خطأه وتوضح له الطريقة الصحيحة للتصرف.
معاقبة الطفل بشكل مستمر
لا شك أن معاقبة الطفل عن التصرف الخاطئ أو تكرار الخطأ بشكل مستمر من الأمور المهمة في تحسين سلوك الطفل.
ولكن بعض الآباء يرتكب خطأ كبيراً عند معاقبة الطفل مثل الاستمرار في العقاب لفترة طويلة، أو حرمان الطفل من أهم الأشياء التي يحبها مثل حفل عيد ميلاده أو أى مناسبة لا تتكرر يومياً.
عند معاقبة الطفل يجب ألا يستمر العقاب أكثر من ساعتين، حتى يتعلم الطفل تحسين سلوكه فقط، دون الإمعان في تحطيمه.
الأسلوب الخطأ في التربية والعقاب الزائد عن الحد يجعل الطفل يعتقد أنه ليس هناك أي فائدة من تحسين سلوكه، كما يفقد الثقة في اهله، وأحيانا يتعلم الكذب لتجنب العقاب.
ختاماً، كانت هذه أبرز الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال وقدمنا بعض النصائح المهمة للآباء والأمهات في كيفية التعامل مع الطفل بطريقة صحيحة، والآن حان دوركم لتشاركونا تجاربكم الخاصة حول أخطاء تربية الأبناء وطريقة تجنبها، اكتبوا لنا تعليقاً.