طريقة تربية الأطفال من سن سنتين ليست بالأمر الهيّن، حيث يحتاج الطفل إلى متابعة مستمرة بشكل دائم وملاحظة جميع تصرفاته وتوجيهها نحو الأفضل بهدوء.
وقد تعتقد بعض الأمهات أن الطفل في عمر سنتين قد لا يدرك ما يدور حوله، وهذا غير صحيح حيث إن الطفل يبدأ في استكشاف العالم بعد أشهر من ولادته.
لذلك يجب على الآباء والأمهات زرع بعض القيم والتصرفات الجيدة في الطفل منذ الصغر.
وسوف نتعرف معاً الآن على كيفية تربية الطفل من سن سنتين.
محتوى المقال
كيفية تربية الأطفال من سن سنتين
العام الثاني من عمر الطفل هو البداية ليكون مستقلاً عن أمه عندما تقوم بفاطمه من الرضاعة.
ويبدأ الطفل في هذه المرحلة باكتساب بعض السلوكيات التي تعبر عن استقلاله بعيداً عن الام.
ولاستدراك الأمر يجب على الأم أن تلتزم ببعض خطوات التربية الصحيحة التي سوف تؤثر على الطفل بشكل إيجابي.
ومن أهم وسائل وطرق تربية الأطفال في عمر السنتين وما بعدها نذكر الآتي.
تجاهل سلوك الطفل غير المحبب
في أواخر العام الثاني من عمر الطفل يبدأ في تقليد جميع السلوكيات من حوله، ولكن قد يتصرف بطريقة غير مرغوبة أو طريقة تراها الأم خاطئة.
ويجب على الأم في هذه الحالة أن تتصرف بهدوء وأن تتجاهل هذا التصرف تماماً.
أثبتت الدراسات أن إبداء رد فعل قوي تجاه تصرفات الطفل تجعله يكرر هذا الفعل، لأنه شاهد على الأمر رد فعل غريب ويريد تكرار الأمر.
وذلك لأن الطفل لا يدرك فعلياً أن الأم غاضبة منه، بل يدرك أنه جذب انتباهها وحسب.
لذلك فإن التجاهل هو الحل الأفضل لتجنب سلوكيات الطفل غير المرغوبة، وفي هذه الحالة سوف يفقد شغفه بهذا السلوك ولا يكرره.
سعجبك أيضاً: طريقة تربية الطفل الرضيع تربية سليمة
تجنب أسلوب النهي في الحديث مع طفلك
كما ذكرنا فإن الطفل في هذه السن يميل الى التخلص من القيود وكسر الأوامر والنواهي، ويحب أن يكتشف العالم بطريقته هو.
لذلك فإن استخدام أسلوب النهي أو الأمر المباشر يجعله يغضب ولا ينفذ هذا الأمر بسهولة.
لذلك ننصح الآباء بتجنب هذا الخطأ الشائع في تربية الأطفال.
وبدلاً من ذلك عليهم استخدام أسلوب الشرح والتوضيح عند تربية الأطفال في عمر السنتين.
على سبيل المثال، لا تقل له “لا تأكل هذه الحلوى”، بل قل له “ما رأيك أن نتناول هذه الفاكهة”، وهكذا.
هذا الأسلوب الإيجابي في التعبير عن رغبتك يجعل الطفل ينفذه وهو يحب ذلك، بدلاً من أسلوب الأمر الذي غالبا سوف يتمرد عليه.
ممارسة مهام جديدة
إعطاء الأطفال مهام جديدة للقيام بها في هذه السن المبكرة سوف ينمي لديه حب المساعدة والتطوع، سواء في حدود أسرته والمنزل أو في المجتمع عندما يكبر.
يمكنك تقديم بعض المهام البسيطة التي لا تشكل عبئاً على الطفل، مثل جمع الألعاب أو ترتيب كتبه أو ملابسه.
هذه المهام البسيطة سوف تعزز لدى الطفل الشعور بالاستقلال الذي يرغبه فيه.
وحتى لو كانت مشاركته أحياناً تعني مزيداً من الفوضى، فلا يجب على الأم أن تتذمر من هذا.
المهم أن يعتاد الطفل على المشاركة في المهام والاستقلالية.
التعبير عن المشاعر
يكتسب الطفل مفهوم المشاعر والتعبير عنها في عمر السنتين تقريباً.
ولكنه يعبر عن هذه المشاعر بطريقة غير مناسبة تنحصر في الغضب والصراخ والسلوكيات غير الصحيحة مثل الضرب.
والطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل في هذه المرحلة ليست من خلال منع هذه المشاعر من الظهور، فهذا سلوك غير صحي سوف يؤثر عليه في المستقبل.
الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل تشمل إظهار الاهتمام بمشاعره والتوضيح له أن مشاعره مفهومة ومقدرة.
هذا مع توجيه الطفل للتعبير عن مشاعره بطريقة هادئة والتأكيد له على أن الجميع سوف يتفهم مشاعره بشكل أفضل إذا استطاع التعبير عنها بالطريقة الصحيحة.
ينبغي تدريب الطفل على قول “أنا غضبان” أو “أنا حزين” بسبب كذا، ويذكر سبب غضبه.
من الطبيعي ألا يستجيب الطفل من المرة الأولى.
يجب الاستمرار في المحاولة حتى يدرك كيف يفهم مشاعره ويعرف كيفية التعبير عنها بطريقة مناسبة.
ماذا يتعلم الطفل في عمر سنتين؟
يتعلم الطفل الكثير من المهارات في عمر السنتين، كما يمتلك القدرة على التعبير عن مشاعره.
لذلك يجب على الأم أن تعرف جيداً ما مدى تطور مهارات الطفل حتى تستطيع تقويم سلوكه، وذلك من خلال تجربتها الشخصية أو تجارب الآخرين أو قراءة كتب تربية الأطفال ونصائح خبراء التربية.
واليك بعض المهارات التي يتعلمها الطفل في عمر سنتين:
في هذا العمر يكون الطفل جاهزا للتدريب على استخدام المرحاض.
بعض الأمهات قد تأخذ هذه الخطوة قبل ذلك، ولا ضرر في ذلك، فالأمر يتوقف على درجة استعداد الطفل للقيام بذلك.
على الأم أن تستخدم الطرق التي تحفز الطفل وتشجعه.
كذلك تنمو لدى الطفل مهارات الذكاء والتفكير وربط الأشياء ببعضها البعض.
فعلى سبيل المثال، يستطيع التفريق بين الليل والنهار والحجم الكبير والصغير.
كما يبدأ الطفل في التعرف على الأشكال ومحاولة مطابقة المتشابهات مع بعضها.
ويمكن للأهل تنمية هذه القدرة من خلال بعض الألعاب التفاعلية والأنشطة البسيطة.
كما أن الأطفال في عمر السنتين يفضلون اللعب الجماعي ويحبون مشاركة اللعبة مع الآخرين.
وسوف تجدينه يبتكر ألعاباً جديدة من الأشياء المحيطة به.
في عمر السنتين يصبح الطفل أكثر قدرة على التحرك بسهولة والمحافظة على توازنه بشكل أفضل.
كما يصبح أكثر إداركاً لعوامل الخطر من حوله أثناء السير ومحاولة تجنبها.
وفي كل الأحوال يجب على الأهل توفير بيئة آمنة للطفل للحركة بحرية.
بعد عامين، من الشائع أن يكون الطفل قادراً على إنشاء جمل بسيطة من الكلمات القليلة التي تعلمها.
وغالباً ما تكون هذه الجمل مكونة من كلمتين أو أكثر.
سلوك الطفل في عمر سنتين
كما ذكرنا فإن الطفل بين عمر 2-3 أعوام يميل أكثر إلى الشعور بالاستقلال والتعبير عن مشاعره.
ومن السلوكيات الشائعة لدى الأطفال في عمر سنتين ما يلي:
الانفعال الزائد
هذا سلوك شائع بشكل كبير لدى الأطفال في هذا العمر، حيث لم يمتلك الطفل بعدُ القدرة على التحكم في النفس وإدارة الغضب.
لذلك لا داعي للقلق إذا أظهر الطفل بعض السلوكيات الانفعالية.
وعلى الأهل احتواء هذا الغضب وليس منع حدوثه، مع محاولة تدريب الطفل على السلوك الجيد في التعبير عن غضبه.
الاستقلال
معظم الأطفال يشعرون بالاستقلال في عمر العامين.
وهذا يظهر في محاولته الاعتماد على نفسه في تناول الطعام والشراب او ارتداء الملابس.
وقد يلاحظ الأهل أن الطفل يشعر بالغضب أو يرفض مساعدتهم في الكثير من الأمور، والسبب هو رغبته في الاستقلال ليس إلا.
طريقة التعامل مع الطفل العنيد في عمر السنتين
هذه بعض النصائح التربوية التي سوف تساعدك على التعامل مع السلوكيات السيئة لدى الأطفال في عمر العامين وخصوصاً الطفل العنيد.
الهدوء والصبر
يجب على الاهل أن يتحلوا بالهدوء والصبر عند التعامل مع السلوك أو التصرف السيئ للطفل، ويلتزموا بضبط النفس ومحاولة تجنب الغضب والصراخ عند التعامل مع الطفل العنيد في سن سنتين.
وبدلاً من ذلك، عليهم استخدام أسلوب الشرح والتوضيح والنصيحة بهدوء.
أسلوب الغضب من الطفل والصراخ في وجهه خاطئ تماماً، لأن الطفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الاحتواء والتقدير.
تجنب العناد
تجنبي العناد تماماً مع الطفل العنيد في عمر سنتين وفي أي عمر آخر.
فإذا وجدتيه يعاند ويصر على رأيه، حاولي النزول في الحديث إلى مستواه وتحدثي بكل بهدوء وعدم عصبية.
واحرصي على النظر في عينيه أثناء الحديث.
استخدام العناد والندية في التعامل مع الطفل العنيد سوف يجعله أكثر عناداً.
منح الطفل حرية الاختيار
على الآباء والأمهات منح الطفل حرية الاختيار بين الأشياء المختلفة.
هذه الطريقة في التربية تمنح طفلك الثقة في نفسه وتزيد لديه الشعور بالاستقلال وأنه مناسب ومؤهل للقيام بمزيد من المهام.
على سبيل المثال، يمكنك أن تخيّري الطفل بين الألعاب التي يريد شراءها أو اللعب بها.
يمكنك سؤال الطفل ماذا يحب أن يأكل (مع إعطاء مجموعة من الخيارات الصحية).
التكرار
على الأهل ألا يملوا من تكرار المعلومات أو التوجيهات للطفل.
في عمر السنتين تكون قدرات الطفل التعليمية محدودة.
الطفل لا يدرك جيداً التعليمات من المرة الاولى، ويحتاج إلى التكرار المستمر، حتى يستوعب الأمر ويدرك الفرق الصواب والخطأ.
لا تشعري بالغضب أو تملى أبداً.
تجنب الذم خصوصاً أمام الآخرين
كثرة ذم الطفل على السلوكيات الخاطئة تجلعه يفقد الثقة بنفسه وتقلل من التقدير الذاتي لديه.
والأمر يكون أكثر خطورة عندما يكون الذم أمام الآخرين، سواءً الإخوة في المنزل أو أمام الضيوف.
والأفضل كما ذكرنا هو اتباع أساليب التربية الإيجابية في توجيه الطفل، عن طريق استخدام الأسلوب اللين والهادئ وفي الوقت نفسه الحازم.