طرق تنمية ذكاء الطفل تشمل التغذية السليمة والنشاط المستمر الضروريان لنمو الدماغ، إضافة إلى التحدث مع الطفل بانتظام وحسن اختيار ألعاب الأطفال التي تنمي المهارات وتعزز وتزيد من ذكاء الأطفال.
إذا كنت مثل معظم الوالدين، فأنت مهتم دائماً بنمو وتربية طفلك بطريقة صحيحة: هل يتعلم بما فيه الكفاية؟ هل يعرف نفس عدد الكلمات التي يعرفها أقرانه؟ فمن الطبيعي أن ترغب في أن يكون ولدك الحبيب الأفضل والأذكى دائماً، وقد تجاهد لتقارن طفلك بأصدقائه.
كيف تعرف أن طفلك ينمو ويتطور جسمياً وعقلياً بطريقة صحيحة؟ وماذا يمكنك أن تفعل لتضمن أن يحقق أقصى ما في وسعه؟ وما كيفية تنمية ذكاء الطفل؟ هذا ما سوف نتعرف عليهم في هذا المقال.
محتوى المقال
أنواع الذكاء عند الأطفال
من المهم أن نتذكر أن كل الأطفال يولدون مع إمكانات خاصة بهم.
صغيرك قد يكون عبقرياً في مجال ما، فهناك العديد من الأذكياء حول العالم.
يمكن للذكاء أن يأتي في العديد من الأشكال المختلفة، حتى أن المنظّر هوارد غاردنر افترض أن هناك تسعة أنواع مختلفة من الذكاء، يجب التعرف عليها أولاً قبل معرفة كيفية تنمية ذكاء الطفل.
وتشمل أنواع الذكاء التسعة ما يلي:
- ذكاء لغوي كلامي
- ذكاء بصري مكاني
- ذكاء جسدي حركي
- ذكاء منطقي رياضي
- ذكاء موسيقى
- ذكاء شخصي ذاتي
- ذكاء تفاعلي في التعامل مع الآخرين
- ذكاء بأمور الطبيعة والبيئة المحيطة
- ذكاء وجودي والتفكير في الأسئلة الكبرى الخاصة بالحياة
وفي حين أن كل إنسان لديه مستوى معين من كل أنواع الذكاء، معظم الناس لديهم نوع معين من الذكاء المهيمن، الذي يؤثر بشكل كبير على كيفية تفاعلهم مع الآخرين والعالم من حولهم.
ونتيجة لنوع الذكاء المهيمن، تختلف طرق التعلم المناسبة لكل طفل.
بالإضافة إلى ذلك، يتفوق الأطفال في مجالات مختلفة في الحياة.
كل طفل يكون لديه تميز في جانب معين مختلف عن الآخرين.
لذلك، إذا اخترت أن تصدق هذا المنطق، فإن كل طفل هو ذكي على طريقته الخاصة، وأنه يجب عليك أن تحدد المجالات والأماكن التي يتميز فيها طفلك حتى يمكنك معرفة كيفية زيادة نسبة الذكاء عند الأطفال.
كيفية تنمية ذكاء الطفل
طرق تنمية ذكاء الطفل لا تحتاج إلى تدريب خاص أو أدوات معينة.
طفلك يحتاج فقط إليك وإلى العالم من حوله لكي يتعلم وينمو ذكاؤه وتنمو مهاراته.
وفيما تفكر في كيفية إعطاء طفلك أفضل بداية ممكنة، تأمل النصائح التالية حول كيفية تنمية ذكاء الطفل وطريقة تعزيز مهاراته العقلية.
اعتني بنفسك أثناء الحمل
تبدأ أول خطوة في طريقة تنمية ذكاء الطفل وهو لا يزال في الرحم.
التغذية السليمة وتجنب العادات السلبية مثل التدخين وتعاطي المخدرات أو الكحول، يمكن أن يساعد الجنين على التطور والنمو العقلي وبالتالي يصبح أكثر ذكاءً.
كما يمكن أن تساعد الرعاية الصحية المنتظمة أثناء الحمل على منع المضاعفات الخطرة مثل الولادة المبكرة التي يمكن أن تؤثر على دماغ الطفل.
مراعاة احتياجات الطفل الأساسية
ربما سمعتم عن التسلسل الهرمي للاحتياجات لعالم النفس أبراهام ماسلو.
في أسفل الهرم أشياء مثل الطعام والماء والمأوى، وفي قمة الهرم يكمن تحقيق الذات.
الفكرة وراء الهرم هي أنه من أجل تحقيق أعلى الإمكانات والأهداف، يجب تلبية أدنى مستوى من الاحتياجات الأساسية.
وهذا الحديث يمكن تطبيقه بسهولة على الطفل.
فمن أجل الوصول إلى النمو المثالي للدماغ وتحقيق أقصي معدل ذكاء أعلى لدى الطفل، يجب الاهتمام بالأساس، وهو الطعام والرعاية الصحية ومنح الطفل الحنان الذي يحتاجه من الأبوين والأسرة.
قضاء وقت ممتع مع الطفل
إن تخصيص وقت محدد للعب مع طفلك يمكن أن يساعد على بناء رابط بينكما يرسي أساساً لعلاقات أخرى.
ويوفر اللعب الفرص المناسبة لممارسة وتنمية مهارات الطفل المتنوعة، مثل المهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية ومهارات التواصل.
من المهم ألا نهمل قضاء وقت كافٍ مع الطفل، حتى مع الأطفال الرضع وحديثي الولادة، فهذا من أفضل طرق تنمية ذكاء الطفل ومهاراته.
النوم الجيد
إن النوم أمر بالغ الأهمية في كل الأعمار لتعزيز الذكريات ودمج خبراتنا واكتساب المزيد من المعرفة.
والنوم ضروري بشكل خاص في تنمية ذكاء الأطفال الرضع، حيث يساعد الدماغ على النمو والتطور.
التغذية الصحية
ومن الضروري للنمو الأمثل للدماغ وتنمية ذكاء الطفل أن يحصل طفلك على المواد الغذائية المناسبة والكافية في السنة الأولى من عمره.
معظم هذه المواد الغذائية تأتي من حليب الأم أو الحليب الصناعي.
عليكم التأكد أن الطفل يأخذ كفايته باستمرار، ويحصل على ما يكفيه من العناصر الغذائية والمعادن والفيتامينات.
ومع انتقالهم إلى الأطعمة الصلبة، يجب التأكد من حصول الأطفال على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية في أطباقهم لتغذية أجسامهم وتعزيز صحة الدماغ.
الاهتمام بوجبة الإفطار خصوصاً مهم في تحسين التركيز ومهارات التعلم والذاكرة، للأطفال والكبار على حدٍ سواء.
القراءة مع الطفل
صدقوا او لاتصدقوا، أنتم بحاجة ملحة إلى القراءة لأطفالكم بصوت عالٍ حتى قبل الولادة.
في حين أن هذا لن يؤثر على تطورهم، فإنه سينشئ نمطاً للقراءة معاً يمكن أن يكون له فوائد عديدة في تربية الطفل لاحقاً.
وتوفر قراءة الكتب للأطفال فرصاً لتعلم اللغة، وفرصة الارتباط بمن يقرأ معه، والتعرض لمعلومات قد لا يتمكن الطفل من رؤيتها في هذا العمر.
التفاعل مع طفلك خلال القراءة يرسخ في ذهنه أن للكتب قيمة كبيرة، وينشأ على حبها، وسوف تلاحظ تأثير هذا السلوك عليه عندما يبدأ في الكبر.
وهناك شبه إجماع على أن القراءة للطفل تعتبر من أفضل طرق تنمية ذكاء الطفل وقدراته العقلية والمعرفية في جميع الأعمار.
التحدث مع الطفل
اللغة مهمة!
عدد الكلمات التي يتعرض لها الطفل يؤثر في مفرداته وإدراكه وكيفية تنمية ذكاء الطفل اللغوي والشخصي وغيرها من أنواع الذكاء.
وقد أظهرت الأبحاث أن التكلم مع الطفل مراراً وتكراراً يمكن أيضاً أن يزيد من قدرات ومهارات الطفل غير اللفظية، مثل التفكير المنطقي وفهم الأرقام.
وأشارت دراسة إلى أن تعرض الأطفال للحديث واللغة مبكراً، يؤثر على المهارات اللغوية لديهم فيما بعد، إضافة إلى تأثيره على القدرات المعرفية والتحصيل الدراسي لدى الأطفال.
من الأفضل أن يبذل الأبوان جهداً في التحدث إلى الطفل بشكل مستمر، وأن يكون الحديث متبادلاً بينهما، بحيث ينتظر الآباء رد الطفل دائماً على ما يقولانه.
حتى في التعامل مع الأطفال الرضع، ينبغي تبادل الهمهمات والمناغاة الصوتية وتعبيرات الوجه مع الطفل.
ومن المرجح نتيجةً لذلك أن يتحسن نمو الطفل بشكل عام، فيصبح سلوكه أفضل، وقلقه أقل، وثقته أقوى، إضافة إلى زيادة نسبة ذكاء الطفل.
كل ذلك من التحدث مع الطفل فقط.
وأيضا لا بأس من الغناء مع الطفل أو اللعب معه، وهو شكل آخر من أشكال الحديث، وقد ثبت فعاليته في تطوير وتنمية نشاط المخ.
أيضاً الحوار والنقاش مهم جداً في التعامل مع الطفل العنيد وخصوصاً في عمر سنتين، وذلك بدلاً من النقد المستمر والعقاب أو العناد المقابل.
توفير ألعاب ملائمة لنمو الطفل
الألعاب تساعد الطفل على إتقان مهارات جديدة وتعلم كيفية التفكير.
على سبيل المثال، يمكنك تحدي الطفل بشئ بسيط ويعتمد هذا التحدي على بعض المهارات الفكرية.
إن إتقان طرق مختلفة لاستخدام ألعاب الأطفال من الممكن أن يعزز الثقة بالنفس والوعي المكاني والتنمية المعرفية لدى الطفل.
لا حاجة إلى شراء ألعاب كثيرة جداً، عليكم فقط حسن اختيار الألعاب التي تشجع على التعلم والنمو.
تجنب قضاء وقت طويل أمام الشاشات
ربطت العديد من الدراسات قضاء وقت طويل أمام الشاشة لدى الأطفال الصغار بتأثير سلبي على نمو الدماغ.
ونتيجة لذلك، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) في عام 2016 أن يتجنب الأطفال تحت سن 18-24 شهراً قضاء أي وقت أمام الشاشة تماماً، ما عدا الدردشة بالفيديو.
بعد عمر 18-24 شهراً، توصي الأكاديمية أن يتم عرض برامج تعليمية عالية الجودة فقط.
من سن سنتين إلى 5 سنوات، تقترح الأكاديمية تحديد وقت الشاشة بحد أقصى ساعة في اليوم من هذه البرامج عالية الجودة المفيدة.
وعلى نفس المنوال، توصى منظمة الصحة العالمية بتجنب تعرض الأطفال أقل من سنتين للشاشات تماماً، وألا يزيد وقت الشاشة عن ساعة للأطفال من عمر سنتين إلى عمر 5 سنوات.
ويجب أن يكون مع الطفل شخص بالغ لتوفير التواصل مع العالم الحقيقي ومساعدة الطفل على فهم ما يراه.
البقاء نشطاً
النشاط مهم للصحة العقلية وليس البدنية فقط.
خلال النشاط البدني يفرز الجسم هرمون الإندورفين، الذي يمكن أن يساعد على مقاومة مشاعر الكآبة والقلق، كما يعزز بناء الثقة بالنفس وزيادة احترام الذات، وبناء المهارات المعرفية.
التركيز على الفهم أكثر من الحفظ
على الرغم من أنه من الرائع جداً رؤية طفل يقرأ القوانين الكبيرة أو جدول الضرب، ولكن لا يجب التركيز كثيراً على الحفظ وجعله أحد علامات ذكاء الطفل.
في الأشهر والسنوات الأولى، يحتاج طفلك إلى قضاء وقت طويل في تطوير مهاراته الحركية الكبرى والدقيقة، ويتطلب تطوير هذه المهارات فرصة الاستكشاف واللمس والتنقل.
طفلك يتعلم وينمو كل يوم، مما يعني أن عليكم دائماً أن تكونوا على أكمل استعداد، وإذا أردتم مساعدة الطفل على التقدم والتطور، فأفضل ما يمكنكم فعله هو التركيز على الأمور التي تهمه.
أما في حالة إذا كان لديكم قلق حول النمو والتطور الطبيعي لمعدل ذكاء الطفل، فيمكنكم زيارة طبيب الأطفال لتقييم الطفل وقداراته العقلية والذهنية، ومن ثم تحديد المشكلة إن وجدت وتقديم العلاج المناسب.
وبعد أن تحدثنا عن كيفية تنمية ذكاء الطفل وطرق تعزيز قدرات الأطفال العقلية والمعرفية، الآن حاون دوركم لتخبرونا عن تجاربكم الخاصة حول كيفية زيادة ذكاء الطفل وما أفضل طرق تنمية وتطوير مهارات الأطفال العقلية.. اكتبوا لنا تعليقاً.